تحريك لليسار
عوامل الانتصار في الحرب الناعمة ندوة فكرية محاضرة ندوة فكرية أمسية ثقافية شعرية الحفل السنوي لتخريج طلاب ورواد مركز الإمام الخميني الثقافي كتب حول الإمام سلسلة خطاب الولي متفرقات
سجل الزوار قائمة بريدية بحث
 

 
مواضيع ذات صلة
الإمام علي ع في فكر الخميني قدهعزّة النفس والإحساس بالمسؤوليةالتوجّه الشعبي وحبّ الناسمئة كلمة عرفانيةروح الله الموسوي الخميني لا يوجد أي مقال
 
التصنيفات » مقالات متفرقة
أساليب زرع التفرقة ومخاطرها
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق طباعة الصفحة  

1- التكفير:
التكفير من أخطر الأمور التي يمكن تصوّرها في هذا المجال، فهو الحائط والسد الكبير الذي يطيح بالحوار الهادف للوصول إلى الحق، ويحلّ مكانه إخراج من الدين وقطع للتواصل. ومن الروايات التي نهت عن التكفير ما روي عن رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فهو كقتله". 
ويروي بلال الحبشي عن رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم: "يا بلال نادِ في الناس من قال لا إله إلا الله قبل موته بسنة دخل الجنة أو شهر أو جمعة أو يوم أو ساعة". 
وعن الرسول الأكرم  صلى الله عليه وآله وسلم: "المرء مع من أحب، ومن قال لا إله إلا الله دخل الجنة".

2- التقاتل: 
التقاتل فيما بين المسلمين هو الذروة التي ينتظرها كل شامت أو مقتنص للنيل من الأمة والدين، وهذا ما حذّرت منه الروايات أيضاً، فعن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم: "إنّ ممّا أتخوّف عليكم رجل قرأ القرآن حتى إذا رؤيت بهجته عليه، وكان رداؤه الإسلام اعتراه إلى ما شاء الله، انسلخ منه ونبذه وراء ظهره، وسعى على جاره بالسيف ورماه بالشرك، قال: قلت: يا نبيّ الله، أيهما أولى بالشرك المرميّ أم الرامي؟ قال: بل الرامي". 
وفي رواية أخرى عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال في إحدى خطبه في الحج: "إنّ دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرامٌ كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، وستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم، ألا لا ترجعوا بعدي ضلّالاً يضرب بعضكم رقاب بعض، ألا هل بلغت؟ ألا ليبلغ الشاهد الغائب منكم". 

وهكذا كان إمامنا الراحل قدس سره على منهاج نبيه الأكرم  صلى الله عليه وآله وسلم يحذِّر دائماً من هذه الأساليب التي تزرع الشقاق بين أبناء الأمة الواحدة. وما أبلغ قوله حين يقول قدس سره: "من أيّ لسان انطلق الاختلاف، فإن ذلك اللسان لسان شيطان".

ومن أقواله  صلى الله عليه وآله وسلم أيضاً:
ـ "الفرقة من الشيطان، والاتحاد ووحدة الكلمة من الرحمن". 
ـ "أعزائي... اجتنبوا الاختلاف فإنّه من إلهام إبليس". 
ـ "إذا واجهنا بعضنا بعضاً فإنّنا لن نجني شيئاً سوى استغلال الآخرين لوضعنا". 
ـ "إذا كنا مختلفين في الأسلوب أو الرأي، فعلينا أن نجلس لنتحاور ونطرح مشاكلنا ونحلّها في جوّ هادئ".

مخاطر التفرقة
لو دقّقنا النظر فيما يجلبه التفرّق من المخاطر على الأمة لألفيت كل أفراد الأمة يتحملون المسؤولية في الحفاظ على توحّدها وعدم حصول النزاعات فيها. فالمشكلة الأساسية هي في عدم الوعي لدى الكثيرين أنّ هذه الاختلافات لا تستدعي نزاعاً ولا ملاحاة بين أفرادها، ولا يصل الأمر حتى للتكفير والإخراج من الدين. وهذا الأمر يعتبر سهل العلاج نسبة إلى غيره من المخاطر، فالخطورة الكبرى متمثّلة في الرؤوس الكبيرة المسيطرة على مراكز المسؤولية في بعض بلداننا الإسلامية، فرغم أنّهم واعون كل الوعي لهذه المؤامرة الكبرى التي تحاك لهم في الليل والنهار، فإنّهم لا يهبّون لمقارعة هذا المشروع الخطر على حاضرهم ومستقبلهم، ويخلص الإمام قدس سره في نهاية المطاف إلى تشخيص مكامن الخطر على الأمة في مشكلتين أساسيتين.
يقول قدس سره: "إنّنا نعلم، وكذلك المسلمون، بل المهم أنّ الحكومات الإسلامية تعلم أيضاً، أنّ ما لحق ويلحق بنا ناتج عن مشكلتين: 

الأولى:
هي المشكلة بين الدول ذاتها، حيث لم تتمكّن حتى الآن ومع الأسف من حلها، وهي مشكلة الاختلاف فيما بينهم. ويعلمون أنّ سبب جميع مصائب المسلمين هو هذه الاختلافات، ونحن تحدّثنا عن هذا الموضوع منذ ما يقرب من عشرين سنة، وقلنا وكتبنا ودعونا قادة هذه الدول للاتحاد، ولكن مع الأسف لم يحصل شيء حتى الآن.

والمشكلة الثانية:
هي مشكلة الحكومات مع شعوبها، فنرى أنّ الحكومات تعاملت معها بحيث إنّ الشعوب لم تعد سنداً للحكومات، وبسبب عدم التفاهم بين الطرفين فإنّ الشعوب لا تساهم في حلِّ المشاكل التي تواجه الحكومات، والتي يجب رفعها بيد الشعوب، فتقف الشعوب موقف اللامبالاة، هذا إنْ لم تزد في مشاكل الدول".
ولو تم تجاوز هاتين المشكلتين، وكانت كلمة الشعوب والحكّام سواء في مواجهة المؤامرات التي تحاك للأمة لأفضى الأمر إلى عزة الأمة وانتصارها. يقول قدس سره: "لو أن الشعوب الإسلامية وحكومات البلدان الإسلامية بكل ما تمتلكه من إمكانات إنسانية وذخائر حياتية ضرورية للمقتدرين تتخذ منهم موقفاً من موضع القوة، وتتجنب الخوف من ضجيج وجعجعة أصحاب القصور، وتبتعد عن التأثر بأكاذيب وسائل الإعلام المؤيدة الأجيرة للمتجبّرين، وترفع صوتها بوجه أولئك (الطواغيت) اتكالاً على قدرة الله اللامتناهية وشكراً لنعمه المغدقة عليهم، وتهدّدهم بإغلاق حدودها بوجههم وقطع مساعداتها النفطية وغير النفطية عنهم، (لو فعلت ذلك) فما من شك أنّ هؤلاء (المتجبرين) سيستسلمون لهذه القدرة التي لا نقدرها حقّ قدرها".
وفي نهاية المطاف وبعد معرفتنا لمخاطر التفرّق والتشتّت فلا بدّ من أن ننطلق لنسلط الضوء على مكامن القوة في الأمة لكي نسعى للتمسّك بها صوناً لها من الوصول إلى الوقت الذي لا يمكن التدارك فيه حيث لا يبقى لنا من قوتنا أي شيء لندافع به عن أنفسنا.

من كتاب الوحدة الإسلامية في فكر الإمام الخميني قدس سره.
15-12-2016 | 12-30 د | 3680 قراءة
الإسم
البريد
عنوان التعليق
التعليق
لوحة المفاتيح العربية
رمز التأكيد

أخر تحديث: 2020-01-10
عدد الزيارات: 4608193

Developed by Hadeel.net جمعية مراكز الإمام الخميني (قدس سره) الثقافية في لبنان